الدكتور مزهر الدوري* يكتب: النازيون الجدد

الدكتور مزهر الدوري
الدكتور مزهر الدوري

ماذا يعني مصطلح القوميون أو المتعصبون الأوكران أو العنصريون الاوكران واحيانا النازيون الجدد في المنظور الروسي؟
نحن نعرف ان الاوكران غالبيتهم هم من (من العنصر السلافي) الذي يجمعهم  مع الروس والبلاروس  ويجمعهم مع   اغلب شعوب  اوربا الشرقية والغالبية منهم يدينون بالارثودكسية (الكنيسة الشرقية) كانتماء قومي وعرقي. 
تميزت روسيا وأكرونيا وبلاروسيا بتطابق لغتهم عدا اختلاف بسيط بينهم والذي لايخرج عن اختلاف بسيط كما هو حال اللهجة العراقية عن الخليجية   او السوريه والاردنية أو الفلسطينية  مثلا (ودليل ذلك اللغة التي يتكلم بها رؤساؤهم - بوتين وزلينسكي ولوكشنكو - الآن في الاعلام والاجتماعات ..
وتاريخهم متشابك فلم تكن  هنالك دولة  اوكرانية  مستقلة بل  كانت (كييف الروسية)  عاصمة روسيا قبل تأسيس  (بطرسبورغ) قبل الف وثلاثمئة عام وقد تم ضم اوكرانيا لاحقا   (قبل مايزيد على ٣٠٠ عام الى روسيا.

عمد القوميون المتعصبون في النصف الغربي من اوكرانيا والذي تعد (لوفوف) مركز نشاطهم  لتمييز الاوكران في الغرب عن الاوكران في شرقها والذين يشكل الروس فيه من40-50%  وعمدوا على مر المراحل التاريخية  لتعميق حركتهم القومية ونشرالتعصب القومي بين الاوكران بل قامت  بحركات  لبلورة انتماء خاص للاوكران  يختلف عن الروس  وقاد هذه الحركه المتعصبه حديثا(ستيفن بانديرا) وهو مواطن من (  ابوين بريطانيين) قاد حركة التطرف القومي العنصري التي امتدت جذوره  الى عمق تاريخي لاسيما في قبيل انشاء الاتحاد السوفييتي  في 1917 حيث تم سحق هذه الحركة والتي تجددت ابان الحرب العالمية التي تواصل فيها هولاء المتعصبون الاوكران مع (هتلر) في  1941 ممادفع ستالين لسحقها ولاسيما في الغرب الاوكراني ومركزه(لوفوف اولفيف كما يحلوا للاعلام الغربي تسميته).

ظل النشاط القومي  المتعصب قائما والذي اعتبرته روسيا يطال السكان الاوكرانيين من اصول روسيا والذين يقطون اوكرانيا عندما قدم (خروشوف) بعد تولية قيادة الاتحاد السوفيتي شبه جزيرة القرم هدية الى  اوكرانيا والحقها بها بموجب قرار من من مجلس(السوفييت الاعلى) وهو اعلى سلطه سياسية وذلك في الذكرى(300) لانضمام  اوكرانيا  الى روسيا   واصبحوا تحت سلطة اوكرانيا ولم يدر بباله ان الاتحاد السوفييتي سبنفرط بعد أربعين عاما وأصبحت جمهورية ذات حكم ذاتي في اوكرانيا  وقد قامت روسيا باعادتها كجمهورية ذات حكم ذاتي  الى الاتحاد الفدرالي الروسي بعد استفتاء2014  اعتبرته أوكرانيا والغرب غير شرعي (سكانها يبلغ  اكثر من مليوني نسمه غالبتهم من من الروس اضافة للتتار والاوكران واخرين) بعد صراع مرير بين الاوكران المدعومين من روسيا والقوميين المدعومين من الغرب الذين أزاحوا الرئيس (فكتور يونكفتش الموالي لروسيا) بعد ما سمي بالثورة البرتغالية (ربيع أوكرانيا) المدعوم من الغرب الحلف الاطلسي ونصبوا مكانه (بترو برونشكو).

وكان من تداعيات هذا النزاع ان دعمت  روسيا حركة انفصال جمهوريتي (لوغانس ودونتسك الواقعتين في حوض  نهر (دونباس) وهذا الاقليم غالبيته روس يحمل اكثرهم الوثائق الروسيه  ولقد اعلنت روسيا الاعتراف بهما هذا العام  بعد استقلالهما من طرف واحد عند تصاعدت الازمة القائمه  واعتبرت روسيا ان ماكان يواجهه ابناء هذه المنطقه  بجري بدوافع عنصرية من القوميين الذين تولوا السلطه في (كييف).

لا يمكن أن نتجاهل ان هنالك تعصباً أوكرانيا ضد الروس وقد انطلقت روسيا من خلفية تاريخية في دعم الموالين لها واعادة ترتيب الشرق الاوكراني وضم اجزاء  اعتبرتها تابعة لها وهذا هدف الحملة الروسية في اجتياح الجزء الشرقي ومدنه الرئيسيةبما فيها العاصمة (كييف) ولإزاحة الحكومة التي تحظى بدعم الاتحاد الاوربي والأمريكي والحلف الأطلسي  ولا أظن روسيا ستوسع عملياتها في الغرب الأوكراني بشكل كبير ولو ادى هذا لانقسام اوكرانيا لجزء شرقي وجزء غربي.
لذا كان الغرب الاوكراني ومركزه لفوف موضع اهتمام ودعم  من الغرب للحركات المناوئة لروسيا  برز بعد احداث2014  والتي برزت بشكل جلي الان .

* سفير العراق الأسبق في موسكو